للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} يعني: بغلبة الشيطان، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" (١).

وقيل: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} يعني: ملك المعرفة، كما آتى السحرة {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ}: كما نزع من إبليس (٢) (٣).


= وعنده نسوة، فذكر قصة مهابتهن عمرَ .. إلى أن قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيهًا! يا ابن الخطاب. والذي نفسي بيده! ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًّا إلَّا سلك فجًّا قط غير فجك".
(١) التخريج:
الحديث فيه قصّة، وما ذكره الثعلبي جزء منه:
أخرج عبد الرزاق في "المصنف" ٤/ ٣٦٠ (٨٠٦٥) ومن طريقه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده (٣٢٨١)، ومسلم في "صحيحه" كتاب السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رئي خاليًا بامرأة وكانت زوجته، أو محرمًا له، أن يقول: هذِه فلانة؛ ليدفع ظن السوء به (٢١٧٥)، من طريق معمر، عن الزهريّ، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حييّ قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - معتكفًا، فأتيته أزوره ليلا .. فذكرت قصة .. إلى أن قالت: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: على رسلكما، إنها صفية بنت حييّ. فقالا: سبحان الله، يا رسول الله! قال: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم" الحديث.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك، كما في "صحيح مسلم" (٢١٧٤)، و"مسند أحمد" ٣/ ١٢٥ (١٢٢٦٢)، و"مسند أبي يعلى" ٦/ ١٨٦ (٣٤٧٠)، و"شرح مشكل الآثار" للطحاوي ١/ ١٠١ (١٠٧).
(٢) كذا في جميع النسخ، وورد في الهامش الأيمن من الأصل: الظاهر: من فرعون. انتهى. ولعلّه الأصوب.
(٣) انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤٣٦ - ٤٣٧، "زاد المسير" لابن الجوزي
١/ ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>