للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أهل المعاني: ويحذركم الله إياه؛ لأن الشيء والنفس والذات والاسم عبارة عن الوجود، ونفس الشيء هو الشيء بعينه، كقوله: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (١) أي: ليقتل بعضكم بعضًا (٢).

قال الأعشى:

يومًا بأجودَ نائلًا منه إذا ... نفسُ البخيلِ تجهَّمتْ سُوَّالهَا (٣)

أراد: إذا البخيل تجهّم بسؤَّاله (٤).

{وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.


(١) البقرة: ٥٤.
(٢) قال الشيخ الجمل في "الفتوحات الإلهية" ١/ ٤٢٨: وقدّر بعضهم حذف مضاف- أي: عقاب نفسه- وصرح بعضهم بعدم الاحتياج إليه، وليس بشيء؛ إذ لا بد من تقدير هذا المضاف؛ لصحة المعنى؛ لأن الذوات لا يتصور الحذر منها نفسها، إنما يتصور من أفعالها، وما يصدر منها.
وقال ابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٥/ ١٤٦: والفائدة في ذكر النفس: أنَّه لو قال: ويحذركم الله، فهذا لا يفيد أن الَّذي أريد التحذير منه هو عقاب يصدر من الله تعالى، أو من غيره، فلمّا ذكر النفس، زالت هذِه الأشياء. انتهى، مختصرًا. وانظر: "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٢٦٠، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ١/ ١٣٠، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٩٧، "الوجيز" للواحدي ١/ ٢٠٦.
(٣) البيت في "ديوانه" (ص ٢٩) رقم (٢٤).
والتجهم: الغلظة في القول، والكلوح في الوجه. "منال الطالب" (ص ٤٧٨) (التجهّم).
(٤) انظر: "الصاحبي" لابن فارس (ص ٤٢٢)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤٤٣، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>