للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يكن (أحد من) (١) الأنبياء والعلماء إلا ومن نسله محرر لبيت المقدس، ولم يكن يحرر إلا الغلمان، وكانت الجارية لا تكلف ذلك، ولا تصلح له؛ لما يصيبها من الحيض والأذى (٢)، فحررت أم مريم ما في بطنها، وكانت القصة في ذلك:

أن زكريا وعمران تزوجا أختين (٣)، فكانت أشياع بنت فاقوذ أم يحيى عند زكريا عليه السلام، وحنَّة بنت فاقوذ أم مريم عند عمران، وكان الله تعالى أمسك عن حنَّة الولد، حتَّى أسنَّت وعجزت، وكانوا أهل بيت من الله تعالى (٤) بمكان.

فبينما هي في ظل شجرة إذ أبصرت بطائر يُطعِم فرخًا، فتحركت لذلك نفسها للولد، فدعت الله تعالى أن يهب لها ولدًا، وقالت: اللهم! لك عليَّ -إن رزقتني ولدًا- أن أتصدق به على بيت


(١) في الأصل: ولم يكن لأحد. والمثبت من (س).
(٢) هذا الَّذي قاله ذكره جمع من أهل العلم.
انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٠١، "الوسيط" للواحدي ١/ ٤٣٠، "التبيان" للطوسي ١/ ٢٥٤، "جامع البيان" للطبري ٣/ ٢٣٥ - ٢٣٧.
(٣) هذِه القصة من الإسرائيليات التي انتشرت في هذا التفسير وتوسع في ذكرها الثعلبي، ومن المعلوم لكل من له دراية بسير الأنبياء وأنسابهم أن امرأة زكريا أخت مريم وكلتاهما ابنة عمران، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الإسراء والمعراج من حديث أنس بن مالك: " .. فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا .. " الحديث. أخرجه البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب المعراج (٣٨٨٧)، ومسلم كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السماوات (١٦٢)، وغيرهما.
(٤) من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>