للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يستخلف علينا ابنه فيأكلنا كما أكلنا أبوه، فاقتتلوا. وذهب عيسى وأمه، فمرَّ بالحواريين وهم يصطادون السمك، فقال لهم عيسى عليه السلام: ما تصنعون؟ قالوا: نصطاد السمك، قال: أفلا تمشون حتَّى نصطاد النَّاس؟ قالوا: وكيف ذلك؟ ومن أَنْتَ؟ قال: أنا عيسى بن مريم عبد الله ورسوله، فآمنوا به وانطلقوا معه، فهم الحواريون، فذلك قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} (١).

قال السدي (٢)، وابن جريج (٣)، والكسائي (٤): مع الله (٥)، تقول


(١) هكذا ذكره الثعلبي عن السدي، والسدي ذكره عمّن لم يُعَيِّنهُم، ولعله من معارف أهل الكتاب، كما هو ظاهر من السياق، وقد أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٨٦ عن السدي بنحوه، وأطول، ورواه البَغَوِيّ في "معالم التنزيل" ٢/ ٤١ - ٤٢ بنحو رواية الثعلبي، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٦٢ ونسبه للطبري وابن عساكر عن السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس بنحوه مطولًا جدًّا.
وانظر: "اللباب" لابن عادل الدِّمشقيّ ٥/ ٢٥٧ - ٢٥٨.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٨٤.
وانظر: "باهر البرهان" للغزنوي ١/ ٢٩٥.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٨٤. عنه بلفظه.
(٤) انظر: "اللباب" لابن عادل الدِّمشقيّ ٥/ ٢٥٨ - ٢٥٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٩٧.
(٥) قال الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٢١٨: وهو وجه حسن. وقد أوضح الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ٤١٦ متى يجوز أن تكون إلى بمعنى مع؟ فقال: جاء في التفسير: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} (إلى) ها هنا إنما قاربت (مع) معنى؛ بأن صار =

<<  <  ج: ص:  >  >>