للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وماء الخوابي خمرًا، لم ير الرائون مثله قط.

فلما جاء الملك أكل فلمَّا شرب الخمر قال: من أتى بهذِه الخمر؟ قال: من أرض كذا، قال الملك: فإن خمري أتى من تلك الأرض وليست مثل هذِه، قال: هي (١) من أرض أخرى، فلمَّا اختلط على الملك اشتد عليه، قال: (فأنا أخبرك، عندي) (٢) غلام لا يسأل الله شيئًا إلَّا أعطاه إياه، وإنه (٣) دعا الله سبحانه فجعل الماء خمرًا.

وكان للملك ولد يريد أن يستخلفه، فمات قبل ذلك بأيام، وكان أحب الخلق إليه، فقال: إن رجلًا دعا الله حتَّى جعل (٤) الماء خمرًا (ليستجابن له) (٥) قادر على أن يحيي ابني، فدعا عيسى (٦) عليه السلام فكلَّمه وسأله في ذلك. فقال عيسى: لا تفعل؛ فإنَّه إن عاش وقع شر، فقال الملك: لا أبالي، أليس (٧) أراه؟ ! فقال عيسى عليه السلام: فإن أحييته تركتموني أنا وأمي نذهب حيث شئنا، قال: نعم، وعاهده على ذلك، فدعا الله سبحانه فعاش الغلام، فلمَّا رآه أهل مملكته قد عاش تبادروا بالسلاح، وقالوا: أكلنا هذا، حتَّى إذا دنا موته يريد


(١) من (س)، (ن).
(٢) في الأصل: أنا أخبرنا غلام. وفي (س): فأنا أخبرك: عندنا. بالجمع، والمثبت من (ن).
(٣) في الأصل، (س): وإنما. والمثبت من (ن).
(٤) في الأصل: نجعل. بصيغة الجمع، والمثبت من (س)، (ن).
(٥) ورد في الأصل: يستجاب. والمثبت من (س) و (ن).
(٦) من (س)، (ن).
(٧) في الأصل، (س): ليس. والمثبت من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>