للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على دينه وأولى الناس به، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه، بل كان حنيفًا مسلمًا، وأنا على دينه فاتبعوه، وكان دينه الإِسلام".

فقالت اليهود: وما تريد، يا محمَّد، إلَّا أن نتخذك ربًّا كما اتخذت النصارى عيسى ربًّا، وقالت النصارى: والله، يا محمَّد، ما تريد إلَّا أن نقول فيك ما قالت اليهود في عزير، فأنزل الله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ} (١).

{سَوَاءٍ}: عدل {بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}: وكذلك قرأ بها ابن مسعود (٢)، يقال: دعا فلان فلانًا إلى السواء. أي: إلى النَّصَفة. وسواء كل شيء: وسطه، قال الله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} (٣).


(١) التخريج:
أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣٠٥ من طريق محمَّد بن إسحاق قال: حدثني محمَّد بن أبي محمَّد مولى زيد بن ثابت قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال: . فذكر نحوه، وفيه اختلاف في بعض اللفظ، وفي بعض زيادة. ومحمد بن أبي محمَّد: مجهول لا يُعرف. "ميزان الاعتدال" للذهبي ٥/ ١٥١.
وطريق مولى آل زيد طريق جيّدة وإسنادها حسن كما في "الإتقان" للسيوطي ٢/ ٢٤٢.
(٢) سواء: عدل. هذا قول مدرج زِيد في القراءة على وجه التفسير، وقد أجاز العلماء القراءة على وجه التفسير لا على أنها تلاوة، ولا تصح بها الصلاة.
انظر: "الإتقان" للسيوطي ١/ ٢١٦، "جامع البيان" للطبري ٣/ ٣٠٣.
(٣) الصافات: ٥٥.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٢٠، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٣/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>