للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلمَّا دخلا على النجاشيِّ سجدا له وسلما عليه وقالا له (١): إن قومنا لك ناصحون شاكرون، ولصلاحك محبون، وإنهم بعثونا إليك؛ لنحذرك هؤلاء (٢) القوم الذين قدموا عليك؛ لأنهم قوم رجل كاذب خرج فينا يزعم أنه رسول الله، ولم يتابعه أحد منا إلَّا السفهاء، وإنا كنا قد ضيّقنا عليهم الأمر وألجأناهم إلى شعب بأرضنا لا يدخله عليهم أحد، ولا يخرج منهم أحد، وقد قتلهم الجوع والعطش. فلمَّا اشتد عليه الأمر بعث إليك ابن عمّه؛ ليفسد عليك دينك، وملكك، ورعيتك، فاحذرهم، وادفعهم إلينا؛ لنكفيكهم، وآية ذلك أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدون لك ولا يحيونك بالتحية التي يحيِّيك بها الناس رغبةً عن دينك وسنتك.

قال: فدعاهم النجاشيُّ فلمَّا حضروا، صاح جعفر بالباب يستأذن عليك حزب الله تعالى، فقال النجاشيُّ: مرُوا هذا الصائح فليُعد كلامه، ففعل جعفر، فقال النجاشيُّ: نعم. فليدخلوا بأمان الله وحفظه وذمته.

فنظر عمرو بن العاص إلى صاحبه فقال: ألا تسمع كيف يوطئون لحزب الله وما أجابهم به النجاشيُّ؟ فساءهم ذلك، ثم دخلوا عليه ولم يسجدوا له، فقال له عمرو بن العاص: ألا ترى أنهم يستكبرون أن يسجدوا لك؟ فقال لهم (٣) النجاشيُّ: ما منعكم أن تسجدوا لي


(١) من (ن).
(٢) في الأصل: هذا. والمثبت من (ن).
(٣) من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>