للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتحيوني بالتحية التي يحييني بها من أتاني من آفاق (١) الأرض؟ قالوا: نسجد لله الذي خلقك وملكك، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان، فبعث الله تعالى فينا نبيًّا صادقًا، وأمرنا بالتحية التي رضيها الله تعالى لنا، وهي السلام، تحية أهل الجنة في الجنة، فعرف النجاشيُّ أن ذلك حق، وأنه في التوراة والإنجيل.

قال: أيكم الهاتف: يستأذن عليك حزب الله؟ قال جعفر: أنا، قال: فتكلَّم، قال: إنك ملك من ملوك الأرض ومن أهل الكتاب، وليس يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم، وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي، فمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما ولينصت الآخر فتسمع محاورتنا.

فقال عمرو لجعفر: تكلَّم، فقال جعفر للنجاشيِّ: سل هذين الرجلين: أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنَّا عبيدًا أَبَقْنا من أربابنا، فارددنا إليهم، فقال النجاشيُّ: أعبيد هم أم أحرار؟ فقال: لا بل أحرار كرام.

فقال النجاشيُّ: نجوا من العبودية، ثم قال جعفر: سلهما: هل أرقنا دمًا بغير حق فيقتص منا؟ فقال عمرو: لا, ولا قطرة.

قال جعفر: سلهما: هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا


(١) الأفق -بضم الفاء وسكونها مع ضم الهمزة في الحالتين، لغتان فيها- الناحية، جمعها آفاق.
انظر: "ترتيب القاموس" للزاوي ١/ ١٥٩، "معجم مقايشى اللغة" لابن فارس ١/ ١١٤ (أفق).

<<  <  ج: ص:  >  >>