للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: ليست الآية منسوخة، لأن من جانب جميع ما نهى الله تعالى عنه فقد اتقى الله حق تقاته، ولا يجوز أن يكون أحد لا يقدر أن يتقي في جميع المعاصي، ولا يجوز أن ينسخ مثل هذا؛ لأن نسخه لا يكون إلَّا بإباحة بعض المعاصي، وهو لا يجوز على الله تعالى، ومعنى الآيتين واحد؛ لأن من اتقى ما استطاع فقد اتقاه حق تقاته؛ لأن الله تعالى لا ينهى أحدًا عمَّا لا يقدر، وأيضًا ما كلفهم بقوله: {حَقَّ تُقَاتِهِ} إلَّا ما كان في وسعهم من تقاته، وما كلَّفهم حق تقاته الواجبة له بألوهيته وعظمته، ولا يبهر (١) قوامهم، ويخرج عن وسعهم، وإنما كلفهم إقامة الفرض، واجتناب الذنب، وذلك حق تقاته الذي في وسعهم، فإحدى الآيتين مفسِّرة للأخرى، ولكن الوهم سبق إليه أن حق تقاته بهرهم (٢).


= ابن عبّاد الرواسيّ، حدثنا داود بن هلال، عن هشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه". قال الألبانيّ في "ضعيف الجامع الصغير" (ص ٩١٢) (٦٣٢١): ضعيف.
وانظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي ١٠/ ٣٠٢.
(١) بَهَرَه الأمر يَبْهره بهرًا: إذا غلبه.
انظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد ١/ ٣٣١، "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٣/ ٤٨٠ (بهر).
(٢) هذا قول أكثر العلماء: أن الآية محكمة لا نسخ فيها، لأن الأمر بتقوى الله لا ينسخ، والآيتان ترجعان إلى معنى واحد.
انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٤٩، "الوسيط" للواحدي ١/ ٤٧٢، "التبيان" للطوسي ٢/ ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>