للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال له (١) العباس بن عبادة بن نضلة: والذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن عليهم (٢) غدًا على أهل منى بأسيافنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم"، قال: فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا عليها حتَّى أصبحنا. فلما أصبحنا غدت علينا جُلّة (٣) قريش حتَّى جاءونا في منازلنا، فقالوا: يا معشر الخزرج، بلغنا أنكم جئتم صاحبنا هذا، تستخرجونه من بين أظهرنا، فتبايعونه على حربنا، وإنه والله ما حيّ من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم (٤) منكم.

قال (٥): فانبعث مَنْ هناك مِنْ مشركي قومنا، يحلفون بالله ما كان من هذا شيء، وما علمناه. وصدقوا، لم يعلموا، وبعضنا ينظر إلى بعض، وقام القوم منهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميّ، وعليه نعلان جديدان، قال: فقلت له كلمة -كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا (٦) -: يا أبا جابر أما تستطيع أن تتخذ، وأنت


(١) من (ن).
(٢) من الأصل.
(٣) جُلّة: جُلُّ كل شيء: مُعْظمه.
انظر: "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٦/ ٤٠٥، "تاج العروس" للزبيدي ١٤/ ١١٢ (جلل).
(٤) ساقطة من الأصل.
(٥) من (س)، (ن).
(٦) في الأصل: قال، والمثبت من (س)، (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>