للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والضحاك (١).

وقال بعضهم: هذا كان يوم أحد حين أنصرف أبو سفيان وأصحابه، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخاف أن يدخل المشركون إلى المدينة، فبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "اخرج في آثار القوم، فانظر ماذا يصنعون وما يريدون، فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل واستاقوا الإبل، فإنهم يريدون المدينة، فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم" (٢).

قال علي رضي الله عنه: فخرجت في آثارهم انظر ما يصنعون، فإذا هم قد أجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، وتوجهوا إلى مكة، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أي ذلك كان فاخفه حتى تأتيني"، فلما رأيتهم قد توجهوا إلى مكة أقبلت أصيح، ما أستطيع أن أكتم ما بي من الفرح، وانصرفوا إلى مكة، وانصرفنا إلى المدينة، فأنزل الله تعالى في ذلك: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ} يعني: إن أنصرفوا إليكم ودخلوا المدينة (٣).


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٧٩ عنه نحوه.
وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٩٥.
(٢) المناجزة في الحرب: أن يتبارز الفارسان حتى يقتل أحدهما.
انظر: "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٧/ ٢٧ (نجز)، "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ٦١٩.
(٣) ذكر ابن هشام في "السيرة النبوية" ٣/ ٩٤ عن ابن إسحاق عن علي - رضي الله عنه - نحوه، =

<<  <  ج: ص:  >  >>