للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شَيْءٌ} (١).

وهذِه الآية وإن كانت بلفظ العموم، فالمراد بها الخصوص: تقديرها: ليس لك من الأمر بهواك شيء، واللام في قوله {لَكَ} بمعنى: إلى، كقوله تعالى: {إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} (٢) أي: إلى الأيمان، وقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} (٣) أي: إلى هذا، ونحوها (٤). {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}.

قال بعضهم: قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} اعتراض بين الكلام، ونظم الآية: ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ليس لك من الأمر شيء، وهو وجه حسن (٥).


(١) ذكره مقاتل في "تفسيره" ١/ ٣٠٠ بمعناه، وإسناده معضل.
قال ابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٥/ ٥٢٩: وأكثر العلماء متفقون على أنها في قصة أحد.
وانظر: "فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٧٥.
(٢) آل عمران: ١٩٣.
(٣) الأعراف: ٤٣.
(٤) انظر: "التبيان" للعكبري ١/ ٢٣٧، "الوسيط" للواحدي ١/ ٤٩١، "رصف المباني" للمالقي (ص ٢٩٧)، "الجنى الداني" للحسن المرادي (ص ٩٩)، كتاب "الأزهية في علم الحروف" للهروي (ص ٢٨٧).
(٥) انظر: "الكشاف" للزمخشري ١/ ٤١٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٣٩١ - ٣٩٢، وإلى هذا ذهب جماعة من النحاة كالفراء في "معاني القرآن" ١/ ٢٣٤، والزجاج في "معاني القرآن" ١/ ٤٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>