للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} أي: الجارعين الغيظ عند امتلاء نفوسهم منه، والكافين غضبهم عن إمضائه، يردون غيظهم وحزنهم في أجوافهم، ويصبرون ولا يظهرون (١).

وأصل الكظم: حبس الشيء عند امتلائه، يقال: كظمت القربة: إذا ملأتها ماء، ويقال لمجاري المياه: كظائم لامتلائها بالماء، واحدتها: كظامة، ومنه قيل: أخذت بكظمه، يعني: بمجاري نفسه، ومنه: كظم الإبل، وهو حبسها جررها في أجوافها، ولا تجتر، وإنما يفعل ذلك من الفزع والجهد (٢).

قال أعشى باهلة (٣) يصف رجلا نحارًا للإبل فهي تفزع منه:

قد تكظم البزل منه حين تبصره ... حتى تقطع في أجوافها الجرر (٤)


= للذهبي ٢/ ٧٢. والحديث مروي عن الحسين بن علي وجابر وأبي هريرة وعائشة وعبد الرحمن وعبد الله بن جُرَاد بنحوه. قال ابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/ ٥٣٦ (١١٠٨): هذِه الأحاديث من جميع وجوهها لا تصح ..
(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ٩٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٢٠٦، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٣٢٦ - ٣٢٧.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٦٩، "لسان العرب، لابن منظور ١٢/ ٥١٩ (كظم)، "الصحاح" للجوهري ٥/ ٢٠٢٢ (كظم).
(٣) عامر بن الحارث الباهلي شاعر جاهلي، وينظر: "الأعلام" للزركلي ٣/ ٢٥٠.
(٤) في الأصل (جرر)، والمثبت من (س)، (ن) والبيت في "الكامل في اللغة والأدب" للمبرد ٢/ ٣٦١، "خزانة الأدب" للبغدادي ١/ ١٩٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٢٠٦، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٥٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>