للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان في سرح (١) القوم عمرو بن أمية الضمري، ورجل من الأنصار أحد بني عمرو بن عوف (٢)، فلم ينبئهما مصاب أصحابهما إلاّ الطير تحوم على العسكر.

فقالا: والله إن لهذا الطير لشأنًا، فأقبلا لينظرا إليه، فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة.

فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ماذا ترى؟ ،

قال: أرى أن نلحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنخبره الخبر.

فقال الأنصاري: لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو، ثم قاتل القوم حتى قتل، وأخذوا عمرو بن أمية أسيرًا، فلما أخبرهم أنه من مضر، أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه.

فقدم عمرو بن أمية رضي الله عنه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره الخبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا عمل أبي براء، قد كنت لهذا كارهًا متخوفًا"، فبلغ ذلك أبا براء، فشق عليه إخفار عامر إياه، وما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسببه وجواره (٣).


(١) السَّرح: المال الذي يسام في المرعى، والمسرح: المرعى.
انظر: "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٢/ ٤٨١، "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ٢١٤ (سرح).
(٢) قال ابن هشام في "السيرة النبوية" ٣/ ١٨٥: هو المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح.
(٣) الحكم على الإسناد:
فيه ابن إسحاق صدوق مدلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>