للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ}، أي، أن لا نصدق رسولا يزعم أنه جاء من عند الله، {حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} فيكون ذلك دليلًا على صدقه.

والقربان: كل ما يتقرب به العبد إلى الله من نسيكة وصدقة وعمل صالح، وهو فُعلان من القربة، مثل الرفعان، من الرفع، والغنيان من الغنى، ويكون أسمًا ومصدرًّا، فمثال الاسم: السلطان والبرهان، ومثال المصدر: العدوان والخسران (١).

وكان عيسى بن عمر يقرأ: (بقُرُبان): بضم القاف والراء (٢)، كما قيل في جمع ظلمة ظلمات، وفي جمع حجرة: حجرات (٣).

قال المفسرون: كانت القرابين، والغنائم لا تحل لبني إسرائيل، وكانوا إذا قربوا قربانًا أو غنموا غنيمة، فتقبل منهم، جاءت نار بيضاء من السماء لا دخان فيها، ولها دوي وحفيف فتأكل ذلك القربان، وتلك الغنيمة، فتحرقها، فيكون ذلك علامة القبول، وإذا لم تقبل بقي على حاله (٤).


(١) انظر: "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٢٩، "جامع البيان" للطبري ٤/ ١٩٧.
(٢) انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٧٧، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٦/ ٩٣.
(٣) هي قراءة شاذة لتعذر فعلان في الكلام كما قال ابن جني في "المحتسب" ١/ ٢٧٧.
وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٢٤، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ١٦١، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٢٣).
(٤) هو قول ابن عباس والضحاك كما في "جامع البيان" للطبري ٤/ ١٩٧، والحسن البصري كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٨٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>