للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عطاء: كانت بنو إسرائيل يذبحون لله تعالى فيأخذون الثروب (١)، وأطايب اللحم فيضعونها في وسط البيت، والسقف مكشوف، فيقوم النبي في البيت ويناجي ربه، وبنو إسرائيل خارجون حول البيت، فينزل الله نارًا تأخذ ذلك القربان، فيخر النبي ساجدًا، فيوصي الله إليه بما يشاء (٢).

وقال السدي: إن الله أمر بني إسرائيل في التوراة: من جاءكم من أحد يزعم أنه رسول فلا تصدقوه، حتى يأتيكم بقربان تأكله النار، حتى يأتيكم المسيح ومحمد، فإذا أتياكم فامنوا بهما، فإنهما يأتيان بغير قربان (٣).

قال الله تعالى إقامة للحجة عليهم: {قُل} يا محمد، {قَدْ جَاءَكُمْ} يا معشر اليهود، {رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} من القربان، {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} يعني: زكريا -عليه السلام-، وأراد بذلك أسلافهم، فخاطبهم بذلك، لأنهم رضوا بفعل أسلافهم، ومعنى


(١) الثروب: الشحم الرقيق الذي يغشى الكرش والأمعاء.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٢٣٤، (ثرب)، "ترتيب القاموس" للزاوي ١/ ٤٠٠ (ثرب).
(٢) في "غرائب القرآن" للنيسابوري ٤/ ١٥٥، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٤٦٠ عن عطاء، وفي "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ١٨٧ عن ابن جريح وابن عباس.
(٣) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٥٢٨، وفي "أسباب النزول" (ص ١٣٨)، والنيسابوري في "غرائب القرآن" ٤/ ١٥٥، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٩/ ١٢١ عن السدي نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>