للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله عنه (١) أن مروان بن الحكم (٢) قال لمولاه (٣): يا رافع: اذهب إلى ابن عباس (٤)، وقل له: إن كان كل امرئ منا يفرح بما أتى، ويحب أن يحمد بما لم يفعل معذبًا، لنعذبن أجمعين. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ما لكم ولهذه الآية (٥)، إنما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه ليستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بكتمانهم إياه ذلك، فنزلت فيهم (٦) هذِه الآية (٧).


(١) الزهريّ المدني، ثقة.
(٢) مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، لا تثبت له صحبة.
(٣) رافع المدني، مولى مروان بن الحكم (وبوابه)، مقبول.
(٤) الصحابي الجليل.
(٥) من (س).
(٦) من (س)، (ن).
(٧) التخريج:
أخرج الإمام البخاري في كتاب التفسير، باب {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} (٤٥٦٨). والإمام مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٢٧٧٨) عن ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن نحوه.
قال ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" ٨/ ٢٣٣ بعد أن ذكر جملة من أقوال أهل العلم في سبب نزول الآية: ... ويمكن الجمع بأن تكون الآية نزلت في الفريقين معا .. وروى ابن أبي حاتم من طرق أخرى عن جماعة من التابعين نحو ذلك ورجحه الطبري، ولا مانع أن تكون نزلت في كل ذلك، أو نزلت في أشياء خاصة، وعمومها يتناول كل من أتى بحسنة ففرح بها فرح إعجاب، وأحب أن يحمده الناس ويثنوا عليه بما ليس فيه والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>