للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة، ومقاتل (١): أتت يهود خيبر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا نحن (٢) نعرفك ونصدقك، وإنا على رأيكم، ونحن لكم ردء، وليس ذلك في قلوبهم، فلما خرجوا من عنده قال لهم المسلمون: ما صنعتم؟ قالوا: عرفناه وصدقناه.

فقال لهم المسلمون: أحسنتم هكذا فافعلوا، فحمدوهم ودعوا لهم، فأنزل الله تعالى فيهم هذِه الآية (٣).

وروى شعبة (٤)، عن مغيرة (٥)، عن إبراهيم (٦)، قال: نزلت في ناس من اليهود جهزوا جيشًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنفقوا عليهم (٧). وقرأها إبراهيم: (بما آتوا) ممدودًا (٨) أي: أعطوا، وقرأ سعيد بن


(١) انظر قوله في "تفسيره" ١/ ٣٢١ نحوه.
(٢) من (س).
(٣) أخرج عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٤٤، والطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٠٨ عن قتادة. نحوه.
(٤) شعبة بن الحجاج أبو بسطام، أمير المؤمنين في الحديث.
(٥) المغيرة بن مقسم الكوفي الفقيه، ثقة، كان يدلس عن إبراهيم.
(٦) ابن يزيد النخعي، الفقيه ثقة إلا أنه كان يرسل كثيرًا.
(٧) أخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٣٩، عن إبراهيم مثله، قال الشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٤٠٩: والظاهر شمولها لكل من حصل منه ما تضمنته، عملًا بعموم اللفظ، وهو المعبر دون خصوص السبب، فمن فرح بما فعل، وأحب أن يحمده الناس بما لم يفعل فلا تحسبنه بمفازة من العذاب انتهى، وقال الراغب الأصفهاني في "مفردات ألفاظ القرآن" ٣/ ١٠٣٦: وكيفما كان. فالآية عامة في النهي عن الرياء والتشيع والذم لمن فعل خيرا ففرح به.
(٨) زاد النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٤٢٥ الأعمش. وفي "فتح القدير" للشوكاني =

<<  <  ج: ص:  >  >>