للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

قال أصحاب اللسان في هذِه الآية: يا أيها الذين آمنوا، اصبروا عند قيام النفير على احتمال الكرب، وصابروا على مقاساة العناء والتعب، ورابطوا: في دار أعدائي، بلا هرب، واتقوا الله بهمومكم من الالتفات إلى السَّبب، لعلكم تفلحون، غداً بلقائي على بساط القرب (١).

وقال سري السقطي (٢): اصبروا على الدنيا رجاء السلامة، وصابروا عند القتال بالثبات والاستقامة، ورابطوا هوى النفس اللوامة، واتقوا الله ما يعقب لكم من الندامة، لعلَّكم تفلحون غداً (٣) على بساط الكرامة (٤).

وقيل: اصبروا على بلائي، وصابروا على نعمائي، ورابطوا على دار أعدائي، واتقوا محبة من سوائي، لعلكم تفلحون غداً بلقائي (٥).


= وانظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٨٤٩، و"مسند أحمد" ٢/ ٣٠٣ (٧٧٢٩).
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ١٥٧، "النكت والعيون" للماوردي ١/ ٤٤٥.
(٢) السري بن المغلس، السقطي، الإمام القدوة، شيخ الإِسلام.
(٣) من (س).
(٤) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ١/ ٤٤٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٤٨٥، "باهر البرهان" لبيان الحق النيسابوري ١/ ٣٤٢، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني ٣/ ١٠٦٨ - ١٠٦٩، "التحرير والتنوير" لابن عاشور ٣/ ٢٠٩.
(٥) أخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٥١، وذكر الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٢١ عن محمد بن كعب القرظي، بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>