(٢) البيت في (ت): ألا يا قوم .. ، ولم أجده فيما بين يدي من المصادر. (٣) هذا البيت من شواهد سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها، أورده في "الكتاب" ٢/ ٣٨٣، والشاهد فيه هو قوله: فما بك والأيام؛ حيث عطف (الأيام) على محل الكاف المجرورة بالباء محلًا من غير إعادة الجار، وهذه المسألة -وهي عطف الظاهر على ضمير مجرور من دون إعادة الجار- لا يجيزها أكثر النحاة، لأن الجار والضمير المجرور كالشيء الواحد، فإذا عطف بدون الجار فكأنه عطف على بعض الكلمة، وما ورد من الشعر خلاف ذلك فهو ضرورة، وجعلوا قراءة حمزة هذه لحنًا وخطأ، وردوها، مع تواترها وصحتها. ومن الذين ردوها: الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٢٥٢، والزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٦ حيث جعل هذه القراءة خطأ في العربية، وخطأ في الدين. واستحسن الأخفش في "معاني القرآن" ١/ ٤٣٠ قراءة النصب. ومال مكي في "الكشف عن وجوه القراءات" ١/ ٣٧٥ - ٣٧٦ إلى تضعيف قراءة حمزة، وكذلك الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٢٨، وذكر أنَّه لا يستجيز قراءة الخفض، واختاره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٤٨٤، والزمخشري في "الكشاف" ١/ ٤٩٣. والصواب في هذه المسألة أنَّه لا يحل أبدًا رد قراءة متواترة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لمجرد أنها خالفت قاعدة من قواعد النحاة المصطلح عليها بينهم، بل الواجب أن يحتج لقواعد النحو بالقرآن وقراءاته المتواترة، لا أن نردها، ونشنع على من يقرأ بها، =