للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ عبد الله بن يزيد المقرئ (١) (والأرحامُ) رفعًا على الابتداء، كأنه نوى تمام الكلام عند قوله {تَسَاءَلُونَ بِهِ} ثم ابتدأ (والأرحامُ) رفعًا على الابتداء (٢)، كما يقال: زيد ينبغي أن يكرم (وزيد ضربته) (٣)، ويحتمل أن يكون إغراء (٤)، لأن من العرب من يرفع المغرى، وأنشد الفراء:

إن قوما منهم عمير وأشبا ... هـ عمير ومنهم السفاحُ

لجديرون باللقاء إذا قا ... ل أخو النجدة السلاح السلاحُ (٥)


(١) عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الأهوازي البصري، ثم المكي، ثقة فاضل، أخذ القراءة عن نافع، توفي سنة (٢١٢ هـ).
انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٥/ ٢٠١، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١٠/ ١٦٦، "غاية النهاية" لابن الجزري ١/ ٤٦٣، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٣٧١٥).
(٢) وهي قراءة شاذة، انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ١٧٩.
(٣) من (ت).
(٤) الإغراء هو: أمر المخاطب بلزوم ما يحمد به، وهو يقابل التحذير.
انظر: "شرح ابن عقيل على الألفية" ٣/ ٢٨٣.
(٥) البيتان ذكرهما الفراء في "معاني القرآن" ١/ ١٨٨، ٣/ ٢٦٩، والأشموني في "شرح الألفية" ٣/ ١٩٣، ولم ينسبا إلى قائل معين، والشاهد من البيت قوله: السلاح السلاح. بالرفع مع أنَّه إغراء، وحقه النصب، ولكن من العرب من يرفع المغرى وفيه معنى التحذير، ورفعه بتقدير هذا قبله،
وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>