للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي مصحف عبد الله: (فإن أحستم) (١)، بمعنى: أحسستم، فحذف إحدى السينين، كقوله سبحانه: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}.

قال الشاعر:

خلا أن العتاق من المطايا ... أحَسْنَ به فهن إليه شُوسُ (٢)

{مِنْهُمْ رُشْدًا} قراءة العامة بضم الراء، وجزم الشين، وقرأ السلمي، وعيسى: (رَشَدا) بفتح الراء والشين، وهما لغتان (٣).

قال المفسرون: يعني عقلًا وصلاحًا في الدين، وحفظًا للمال وعلمًا بما يصلحه.

وقال سعيد بن جبير، ومجاهد، والشعبي: إن الرجل ليأخذ بلحيته، وما بلغ رشده، فلا تدفع إلى اليتيم ماله، وإن كان شيخًا، حتى تؤنس منه رشده (٤).


(١) ذكر ذلك الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٥٢، الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٢٥٧، وعبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(٢) البيت لأبي زبيد الطائي، وهو في "ديوانه" (ص ٩٦).
وذكره السمين الحلبي في "الدر المصون" ٣/ ٢٠٧، ٣/ ٥٨٤، وفي الأخير: حَسِيْنَ.
وهناك قراءة ثالثة بضم الراء والشين، والمتواترة هي الأولى بضم الراء وسكون الشين فقط.
(٣) انظر: "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ٣٦٩.
(٤) ركب المصنف هنا من أقوال المذكورين نصًا واحدًا، وانظر: قول مجاهد والشعبي في "سنن سعيد بن منصور" ٣/ ١١٥٢، و"جامع البيان" للطبري ٤/ ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>