للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمصار؟ (١).

وقول ابن عباس (في هذا) (٢) غير مأخوذ به، (وأما الآية فإن) (٣) العرب توقع اسم الجمع على التثنية، لأن الجمع: ضم شيء إلى شيء [٢٤٢] فأقل الجموع اثنان، وأقصاها لا غاية له، قال الله سبحانه: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (٤)، وتقول العرب: ضربت من زيد وعمرو رؤوسهما، وأوجعت من أخويك ظهورهما (٥)، وأنشد الأخفش:


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٧٨، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٧٢، وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٦/ ٢٢٧، والواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢١، كلهم من طريق شعبة مولى ابن عباس، عن ابن عباس به.
ثم في المتن شيء من النكارة من حيث إن ابن عباس -وهو البحر- لا يتصور أن يخفى عليه أن أقل الجمع اثنان في لسان العرب، فكيف يستنكر هذا هنا؟
وهذا الأثر معارض بقول زيد بن ثابت رضي الله عنه: الإخوة في كلام العرب أخوان فصاعدًا. أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٧٢ من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه به، وهذا إسناد حسن.
وقد رد الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٧٨ أثر ابن عباس، وضعفه، وكذا ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٣٧٤، حيث قال: وفي صحة هذا الأثر نظر، فإن شعبة هذا تكلم فيه مالك بن أنس، ولو كان هذا صحيحًا عن ابن عباس لذهب إليه أصحابه الأخصاء به، والمنقول عنهم خلافه. ثم نقل أثر زيد السابق.
(٢) ساقط من (ت)، في (م): عن هذا.
(٣) في (م): لأن.
(٤) التحريم: ٤.
(٥) انظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ٢٧٨ - ٢٧٩، "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٢٠، "معاني القرآن" للنحاس ٢/ ٣١، "الوسيط" للواحدي ٢/ ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>