للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك (١)، حتى توفي أبو قيس بن الأسلت الأنصاري (٢)، وترك امرأته كبيشة بنت معن الأنصارية، فقام ابن له من غيرها، يقال له: حصن. وقال مقاتل بن حيان: اسمه قيس بن أبي قيس (٣) فطرح ثوبه عليها، فورث نكاحها، ثم تركها فلم يقربها، ولم ينفق عليها، يضارها بذاك لتفتدي منه بمالها، وكذلك كانوا يفعلون، إذا ورث أحدهم نكاحها، فإن كانت جميلة موسرة دخل بها، وإن لم تكن جميلة طول عليها لتفتدي منه، فأتت كبيشة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن أبا قيس توفي [٢٤٩] وورث نكاحي ابنه، وقد أضر بي، وطوَّل علي، فلا هو ينفق عليَّ، ولا هو يدخل بي، ولا هو يخلي سبيلي. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك أمر الله" قال: فانصرفت، وسمعت بذلك النساء بالمدينة، فأتين رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وهو في مسجد الفضيخ، فقلن: يا رسول الله، ما نحن إلا كهيئة كبيشة، غير أنه لم ينكحنا الأبناء، ونكحنا بنو


(١) انظر: أقوالهم في "جامع البيان" للطبري ٤/ ٣٠٥ - ٣٠٧.
(٢) أبو قيس بن الأسلت الأنصاري مختلف في اسمه، وفي إسلامه، وقد كان قبل البعثة يتحنف، فلما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وسمع منه قال: ما أحسن هذا! فقيل: إنه لم يسلم، وقيل: إنه سمع قبل الموت يوحد الله، فالله أعلم به.
انظر: "الإصابة" لابن حجر ١٢/ ٣١٠.
وأما زوجته فهي كبيشة، ويقال: كبشة بنت معن الأنصارية، ذكرها ابن حجر في "الإصابة" ١٣/ ١٠٧، ولم يترجم لها.
(٣) ذكر ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٩٥ الاختلاف في اسمه ولم يرجح شيئًا، ووقع في "الفتح" حصين بدل حصن، وهو ما في نسخة (م)، وسيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>