للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العم. فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} (١).

قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، والأعمش، ويحيى بن وثاب بضم الكاف هاهنا، وفي التوبة (٢)، والباقون بالفتح، قال الكسائي: هما لغتان.

قال الفراء: الكره والإكراه، والكره المشقة، فما أكره عليه فهو كره بالفتح، وما كان من قبل نفسه فهو كره بالضم (٣).

{وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} كفعل أهل المدينة.

وقال جويبر عن الضحاك: نزلت هذه الآية في الرجل يكون في


(١) أخرجه النسائي في "تفسيره" ١/ ٣٦٩ (١١٥)، والطبري في "جامع البيان" ٤/ ٣٠٥ وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٠٢ (٥٠٣٠)، وذكره الواحدي بلا سند في "أسباب النزول" (ص ١٥١) من طريق محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه به، مختصرًا.
والحديث حسَّن إسناده ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٢٠٧، والسيوطي في "لباب النقول" (ص ٦٥)، وهو كما قالا. وله شاهد من طريق عكرمة -مرسلًا- عند الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٣٠٦، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٢٣٤ - ٢٣٥، ونسبه لابن المنذر، وسيذكر الثعلبي هذا السبب مرة أخرى عند قوله: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ}.
(٢) في قوله تعالى: {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [٥٣] وكذلك التي في الأحقاف في قوله: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا} [١٥] كلها بضم الكاف، ووافقهم عاصم في آية الأحقاف فقط.
(٣) انظر: "التيسير" للداني (ص ٧٩)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>