للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عباس، وابن زيد: نزلت في كردم بن زيد (١)، وأسامة بن حبيب، ونافع بن أبي نافع، وبحري بن عمرو، وحيي بن أخطب، ورفاعة بن زيد بن التابوت، كانوا يأتون رجالًا من الْأَنصار، ويخالطونهم، وينتصحونهم، فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم؛ فإنا نخشى عليكم الفقر، ولا تدرون ما يكون، فأنزل الله عز وجل: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} يعني: المال (٢).

وقال يمان: يعني: يبخلون بالصدقة (٣).


(١) كذا في: "جامع البيان" للطبري ٥/ ٨٦، وفي "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ١٨٨: كردم بن قيس، وقد نسبه إلى بني النضير ٢/ ١٣٦، ومنهم حيي بن أخطب.
أما أسامة بن حبيب، ونافع بن أبي نافع، وكردم بن زيد: فهم من بني قريظة ٢/ ١٣٧. وأما بحري بن عمرو ورفاعة بن زيد بن التابوت: فهما من بني قينقاع ٢/ ١٣٧، وقد ذكر هذا السبب الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٥٧).
(٢) كذا في النسخ، وعند الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٨٦: يعني: النبوة، وفي "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ١٨٨ يعني: التوراة، وما عندهما أقرب إلى الصحة، وألصق بقول أكثر المفسرين، الذين صدر قولهم المصنف.
(٣) لم أجد قوله بعد البحث، وهو قد جعل الآية في البخل بالمال، وهو رأي ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٤٨، حيث ذكر القول الآخر أن المراد بالبخل: البخل بالعلم، ومنه البخل ببيان صفة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ولا شك أن الآية محتملة لذلك، والظاهر أن السياق في البخل بالمال، وإن كان البخل بالعلم داخلًا في ذلك بطريق الأولى، فإن السياق في الإنفاق على الأقارب، والضعفاء .. ، وهو الذي مال إليه الشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٤٦٦. أما الطبري =

<<  <  ج: ص:  >  >>