للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالت الحكماء: كما أن الجلد بلي قبل المبعث، فأنشئ، كذلك يبدل بعد النضج.

وقال السدي: إنما تبدل الجلود جلودًا غيرها من لحم الكافر، يعيد الجلد لحمًا، ويخرج من اللحم جلداً آخر، لا يبدل بجلد لم يعمل خطيئة (١).

وقيل: أراد بالجلود سرابيلهم من قطران، سميت بها؛ للزومها جلودهم؛ على المجاورة، كما يقال للشيء الخاص بالإنسان: هو جلدة ما بين عينيه، ووجهه، فكلما احترقت (٢) السرابيل أعيدت، وقال الشاعر:

كسا اللؤم تيما خضرة في جلودهم ... فويل لتيم، من سرابيلها الخُضْرِ (٣)

فكنى عن جلودها بالسرابيل.

وقال عبد العزيز بن يحيى: إن الله تعالى يلبس أهل النار جلودًا لا تألم، وتكون زيادة عذاب عليهم، فكلما احترق جلد، بدلهم الله جلدًا غيره، يكون عذابًا عليهم، كما قال: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} (٤) فتكون


(١) الأثر ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٣/ ٢٨٥.
(٢) في (م)، (ت): (نضجت)، وذكر هذا القول الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٤٣، غير منسوب لأحد، وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٣ عنه: هو ضعيف؛ لأنه خلاف الظاهر.
(٣) البيت لجرير، وهو في "ديوانه" (ص ٢١٢).
(٤) إبراهيم: ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>