للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زاذان، وغيره، عن ابن عباس: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد في سرية، إلى حي من أحياء العرب، وكان معه عمار بن ياسر، فسار خالد، حتى إذا دنا من القوم عرس (١)، لكي يصبحهم، فأتاهم النذير، فهربوا، غير رجل كان قد أسلم، فأمر أهله أن يتهيؤوا للمسير، ثم انطلق، حتى أتى عسكر خالد، فدخل على عمار، فقال: يا أبا اليقظان، إني مسلم، وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا، وأقمت لإسلامي، أفنافعي ذلك، أو أهرب كما هرب قومي؟ فقال: أقم، فإن ذلك نافعك. فانصرف الرجل إلى أهله، فأمرهم بالمقام، وأصبح خالد فأغار على القوم فلم يجد غير ذلك الرجل، فأخذه، وأخذ ماله فأتاه عمار، فقال: خل سبيل الرجل؛ فإنه مسلم، وقد كنت آمنته، وأمرته بالمقام. فقال خالد: أنت تجير علي، وأنا الأمير؟ ! فقال: نعم، أنا أجير عليك وأنت الأمير. وكان في ذلك بينهما كلام، فانصرفوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه خبر الرجل، فأمنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجاز أمان عمار رضي الله عنه، ونهاه أن يجير بعد ذلك على أمير بغير إذنه، قال: واستب عمار وخالد، بين يدي


= وعبد الله بن حذافة، السهمي، صحابي جليل، أحد السابقين، وممن هاجر إلى الحبشة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرسله إلى كسرى. توفي - رضي الله عنه - في خلافة عثمان.
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٤/ ١٨٩، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٢/ ١١، "الإصابة" لابن حجر ٦/ ٥٤.
(١) التعريس هو: نزول المسافر آخر الليل؛ ليستريح، ثم يواصل سفره مع الفجر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ١٣٦ (عرس).

<<  <  ج: ص:  >  >>