للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأغلظ عمار لخالد، فغضب خالد وقال: يا رسول الله، أتدع هذا العبد يشتمني؟ فوالله لولا أنت ما شتمني عمار -وكان عمار مولى لهاشم بن المغيرة- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا خالد، كف عن عمار، فإنه من سب عمارًا يسبه الله، ومن يبغض عمارًا يبغضه الله"، فقام عمار، وتبعه خالد، فأخذ بثوبه، وسأله أن يرضى عنه فرضي عنه، فأنزل الله -عز وجل- هذه الآية، وأمر بطاعة أولي الأمر (١).

وقال أبو هريرة، وابن زيد: هم الأمراء والسلاطين، لما أمروا بأداء الأمانة في الرعية، بقوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} أمرت الرعية بحسن الطاعة لهم (٢).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله -عز وجل-، ويؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك حق على الرعية أن يسمعوا ويطيعوا، ويجيبوا إذا دعوا (٣).


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٤٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٨٨.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٤٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٨٨.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٣٠٧٢)، والخلال في "السنة" ١/ ١٠٩ (٥١).
وقد رجح الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٥٠: أن المراد: بأولي الأمر هم العلماء والأمراء؛ لأن كليهما صاحب أمر ونهي، وكذلك القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٢٦٠، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>