للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عباس: {فَضْلُ اللَّهِ} الإسلام {وَرَحْمَتُهُ}: القرآن {لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} يعني بالقليل: الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى (١).

وعلى هذا القول يكون قوله: {إِلَّا قَلِيلًا} مستثنى من قوله {لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ}.

وقال بعضهم: في الآية تقديم وتأخير، معناه: لعلمه الذين يستنبطونه إلا قليلا (٢).

وقال بعضهم: معناه: أذاعوا به، إلا قليلًا لم يذع، ولم يفش، وهكذا قال الكلبي، واختار الفراء أيضًا هذا القول، قال: لأن علم السرايا إذا ظهر علمه المستنبط وغيره، والإذاعة قد تكون في بعض دون بعض، فلذلك أستحسنت الاستثناء من الإذاعة (٣).

وفي هذه الآية دليل على وجوب القول بالاجتهاد، عند عدم النص، قال الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فالعلم محيط أن الاستنباط ليس بتلاوة


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٨٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠١٧.
(٢) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ١٤٨، "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٣٣٤.
وهو قول ابن زيد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٨٤، وهو اختيار الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٨٤.
(٣) "معاني القرآن" ١/ ٢٧٩ - ٢٨٠، وهو اختيار الطبري أيضًا في "جامع البيان" ٥/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>