للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كهيئة المتنزهين (١)، حتى تباعدوا من المدينة، ثم كتبوا كتاباً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنا على (٢) الذي فارقناك عليه من الإيمان, والتصديق بالله ورسوله، ولكنا اجتوينا (٣) المدينة، واشتقنا إلى أرضنا، ثم إنهم خرجوا في تجارة لهم نحو الشام، فبلغ ذلك المسلمين، فقال بعضهم: ما يمنعنا أن نخرج إلى هؤلاء الذين رغبوا عن ديننا، وتركوا هجرتنا، وظاهروا عدونا، فنقتلهم، ونأخذ ما معهم، وقالت طائفة منهم: كيف تقتلون قوماً على دينكم، أن لم يذروا ديارهم؟ وكان هذا بعين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ساكت، لا ينهى واحداً من الفريقين، حتى نزلت هذه الآية، والآيات (٤) التي بعدها، فبين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شأنهم.

وقال زيد بن ثابت: نزلت في ناس رجعوا يوم أحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم فرقتين، فرقة تقول: نقتلهم، وفرقة تقول: لا نقتلهم، فنزلت فيهم هذه الآية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:


(١) في الأصل: المشركين والمثبت من (م)، (ت) وهو أصح.
(٢) بعدها في (ت): الدين.
(٣) أي: أصابهم الجوى، واستوخمها.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٣١٨ (جوى).
(٤) ساقطة من (م)، (ت).
والأثر أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٩٣ من طريق العوفي عن ابن عباس، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٢٣، مع اختلاف في بعض الألفاظ، وإسناده لا يصح، فيه العوفي ضعيف.
وأخرجه الطبري أيضاً في "جامع البيان" ٥/ ١٩٤ من طريق السدي، بلفظ أقرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>