للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"إنها طيبة، هانها تنفي الخبث، كما تنفي النار خبث الفضة" (١)، يعني: المدينة.

وقال قتادة: ذكر لنا أنهما كانا رجلين من قريش بمكة، تكلما بالإِسلام ولم يهاجرا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلقيهما ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مقبلين إلى مكة، فقال بعضهم: إن دماءهما، وأموالهما حلال. وقال بعضهم: لا يحل ذلك. وتشاجروا؛ فأنزل الله تعالى {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية (٢).

وقال عكرمة: هم ناس ممن قدموا (٣)، أخذوا أموالاً من أموال المشركين فانطلقوا بها إلى اليمامة (٤)، فاختلف المسلمون فيهم، فنزلت فيهم هذه الآية (٥).

وقال مجاهد: هم قوم خرجوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، ثم


(١) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث (١٨٨٤)، ومسلم في كتاب الحج باب المدينة تنفي شرارها (١٣٨٤)، والترمذي في التفسير باب ومن سورة النساء (٣٠٢٨).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٩٣، ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٤١ لعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) في (ت): صبأ.
(٤) اليمامة منطقة في أرض نجد، سميت كذلك باسم طائر يقال له يمامة، وقيل في سبب التسمية غير ذلك.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ٤٤١.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٢٤، ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٤١ لعبد بن حميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>