للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ارتدوا بعد ذلك، واستأذنوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الخروج إلى مكة، ليأتوا ببضائع لهم، يتجرون فيها، فاختلف المسلمون فيهم، فقائل يقول: هم منافقون. وقائل يقول: هم مؤمنون. فبين الله نفاقهم (١).

وقال الضحاك: هم قوم أظهروا الإسلام بمكة، فلما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يهاجروا، اختلف المسلمون فيهم، فنزلت هذه الآية (٢).

{فَمَا لَكُمْ} يا معشر المؤمنين، {فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} (٣) أي: صرتم في المنافقين فئتين، فمُحِل ومحرم، ونصب: {فِئَتَيْنِ} على خبر صار، وقال بعضهم: نصبه على الحال (٤).

{وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أي: أهلكهم، ونكسهم، وردهم إلى كفرهم، وضلالتهم بأعمالهم غير الزاكية.

يقال: أركست الشيء، وركسته، أي: نكسته، ورددته (٥)، وفي


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٩٣، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٢٤، وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" ٢/ ٣٤١ لعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٩٤ بأطول مما هنا.
وقول زيد الذي في الصحيحين هو الأصح نقلاً في سبب النزول، وإن كان قول من قال إنهم قوم في مكة ارتدوا بعد إسلامهم مناسباً لسياق قوله تعالى بعد ذلك: {فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، ومراعاة السياق هي حجة الطبري رحمه الله، في تقوية هذا السبب، انظر: كلامه في "جامع البيان" ٥/ ١٩٥.
وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٢/ ٨٨، "تفسير المنار" ٥/ ٣٢٠.
(٣) ساقطة من (ت).
(٤) من الكاف في (لكم)، وهو مذهب البصريين، والأول للكوفيين.
(٥) انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>