للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ}، أو الذين جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم، أي: ضاقت صدورهم عن قتالكم، وهم بنو مُدلج (١)، جاؤوا المؤمنين {أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ} يعني: من آمن منهم، ويجوز أن يكون معناه: أنهم لا يقاتلونكم، ولا يقاتلون قومهم معكم، فيكونون لا عليكم ولا لكم.

وقال بعضهم: أو بمعنى الواو، كأنه يقول: إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق، وجاءوكم ضيقة صدورهم عن قتالكم، والقتال معكم، وهم قوم هلال الأسلميون، وبنو بكر بن زيد بن مناة (٢).

وقوله {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أي: قد حصرت صدورهم، تقول العرب: أتاني ذهب عقله، يريدون: قد ذهب عقله، وقال الفراء: سمع الكسائي بعضهم يقول: أصبحت نظرت إلى ذات التنانير (٣).

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} يعني: تسليط الله المشركين


(١) بنو مدلج: بضم الميم، وسكون الدال، قبيلة من كنانة مشهورة بالقيافة، وهي إلحاق الأولاد بالآباء.
انظر: "الأنساب" للسمعاني ٥/ ٢٣٢، وهذا هو قول الحسن، كما ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٤٢ عنه.
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٢٦١.
(٣) في (ت): التناصر، وهو خطأ، والتنانير أرض بين الكوفة وبلاد غطفان، كما قال شاكر في تعليقه على "جامع البيان" للطبري ٩/ ٢٢.
وانظر: "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٤٧. وانظر: مقالة الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>