للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقال: إن الغليظة نزلت بعد اللينة بستة أشهر (١)، فنقول، وبالله التوفيق: إن قول المفسرين، واختلافهم في الآيتين -أيهما أنزلت قبل- وقولهم: إن إحداهما ناسخة، والأخرى منسوخة، فلا فائدة فيه، إذ ليس سبيلهما سبيل الناسخ والمنسوخ؛ لأن النسخ لا يقع في الأخبار، وإنما يكون في الأحكام، والآيتان جميعاً خبران، فإن تكن الآية التي في سورة (٢) النساء أنزلت أولاً، فإنها مجملة لم يستوف حكمها بالنص، وفسر حكمها في الآية التي في الفرقان، وإن كانت الآية (١) التي في الفرقان أنزلت متقدمة، ثم أنزلت التي في النساء


= التخريج:
أخرجه بهذا اللفظ: الطبراني في "المعجم الكبير" ٥/ ١٤٩ (٤٩٠٥)، ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٥١ إلى ابن مردويه.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٠ بلفظ مقارب، إلا أن أبا الزناد قال: سمعت رجلاً يحدث عن خارجة بن زيد قال: سمعت أباك يقول ... فذكره.
وقد جاء التصريح باسم هذا الرجل المبهم عند ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٢٧، والطبراني في "المعجم الكبير" ٥/ ١٤٩ (٤٩٠٥)، والبخاري في "التاريخ الكبير" ٧/ ٥٨، واسمه مجالد بن عوف، قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" (٦٤٧٩): صدوق.
وكذلك صرح باسمه عند أبي داود في كتاب الفتن والملاحم، باب في تعظيم قتل المؤمن (٤٢٧٢)، والنسائي في كتاب تحريم الدم، -تعظيم الدم ٧/ ٨٧، وأخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٢١٧ (٣٨٣) بسنده، وفيه أن أبا الزناد سمع من خارجة بلا واسطة، وهذه فائدة مهمة، وأخرجه -بالإبهام- عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٦٨، وسعيد بن منصور في "سننه" ٤/ ١٣٢١ (٦٦٧).
(١) هذه رواية عن زيد أيضاً، أخرجها عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٦٨، والطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٠.
(٢) من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>