للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعبد الله بن جحش (١) -وليس بالأسدي- وهما أعميان، فقالا: يا رسول الله، ذكر الله تعالى فضيلة المجاهدين على القاعدين وأمر بالجهاد، وحالنا على ما ترى ونحن نشتهي الجهاد، فهل لنا من رخصة، فنزل: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (٢) في البصر، فجعل لهم من الأجر ما للمجاهدين؛ لزمانتهم (٣).

وروى حماد (٤)، عن ثابت (٥)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (٦) قال: لما نزلت هذه الآية {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ


(١) ذكره ابن حجر في "الإصابة" ٦/ ٣٥، وعزاه للكلبي، والثعلبي.
أما الأسدي، فهو عبد الله بن جحش بن رباب، حليف عبد شمس، أحد السابقين، هاجر إلى الحبشة، وشهد بدراً، عقد له النبي -صلى الله عليه وسلم- أول راية في الإسلام، حين بعثه في سرية إلى نخلة، استشهد يوم أحد، ودفن هو وحمزة في قبر واحد، وعمره نيف وأربعون سنة.
انظر: "الإصابة" لابن حجر ٦/ ٣٤.
(٢) في هامش (م): قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي: (غير) بنصب الراء، وسيأتي بيان ذلك.
(٣) أخرجه الترمذي في أبواب تفسير القرآن (٣٠٣٢)، والنسائي في "التفسير" ١/ ٣٩٩ (١٣٧) والطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٩ من طريق عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس، ووقع عند الطبري تسمية عبد الله بن جحش بأبي أحمد. وقد جزم ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ١٠٩ أن هذا هو الصواب في اسمه، وترجم له في "الإصابة" ٧/ ٣.
وأخرجه البخاري في كتاب التفسير باب: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (٤٥٩٥) مختصراً، وعبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٧٠، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٩/ ٢٣، كلهم من الطريق نفسها، وكذلك ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٤٢.
(٤) ثقة، ثبت.
(٥) هو البناني، ثقة، عابد.
(٦) ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>