للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتفسير الآية: لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن الغزو، والجهاد، الذين هم (١) غير أولي الضرر، أي: غير أولي الزمانة، والضعف في البدن والبصر.

والضرر مصدر، يقال: رجل ضرير، بين الضرر (٢).

وروى معاوية بن صالح (٣)، عن علي بن أبي طلحة (٤)، عن ابن عباس: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} قال: أولي العذر.

{وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} أي: ليسس المؤمنون القاعدون عن الجهاد من غير عذر، والمؤمنون المجاهدون سواء، غير أولي الضرر فإنهم يساوون المجاهدين؛ لأن الضرر أقعدهم عنه.

و{غَيْرِ} رفع على نحت القاعدين، ومن نصب {غَيْرِ} فعلى الاستثناء.

{فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} أي: فضيلة، {وَكُلًّا} يعني: المجاهد والقاعد، {وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} وهي الجنّة بإيمانهم، ثم بين فضل المجاهدين على القاعدين فقال:


(١) من (م)، (ت)، وفي الأصل بياض.
(٢) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٥٠٤).
(٣) صدوق، له أوهام.
والأثر أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٣١ إلا أنَّه قال: أهل الضرر.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٤٣، وبمثل ما ذكره المصنف، وزاد السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٦٣ نسبته لابن المنذر.
(٤) صدوق، قد يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره.

<<  <  ج: ص:  >  >>