للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (قال الكلبي (١)، عن أبي صالح (٢)، عن ابن عباس) (٣) في قوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} يقول: صفيًا، قال: وكان إبراهيم أبا ضيفان، يضيف من مر به من الناس، وكان منزله على ظهر الطريق فأصاب الناس سنة، جهدوا فيها، فحشر الناس إلى باب إبراهيم، يطلبون الطعام، وكانت الميرة (٤) له كل سنة من صديق له بمصر، فبعث غلمانه بالإبل إلى الخليل الذي له بمصر، يسأله الميرة، وكانت الميرة له منه كل سنة، فقال خليله لغلمانه: لو كان إبراهيم إنما يريده لنفسه لاحتملنا ذلك له، فقد دخل علينا ما دخل على الناس من الشدة، فرجع رسل إبراهيم إليه، فمروا ببطحاء -يعني: السهلة (٥) - فقالوا: لو أنا حملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنا قد جئنا بميرة؛ إنا لنستحيي أن نمر بهم وإبلنا فارغة. قال: فملئوا تلك الغرائر (٦) سهلة، ثم أتوا بها (٧) إبراهيم، وسارة نائمة، فأعلموه ذلك، فاهتمَّ إبراهيم -عليه السلام-،


(١) متهم بالكذب، ورُمي بالرفض.
(٢) ضعيف، يرسل.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ت).
(٤) بكسر الميم، أي: جلب الطعام.
انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص ٦١٥) (مير).
(٥) هو التراب السهل، وحصاه اللين، مما قد جرته السيول.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (بطح).
(٦) جمع غرارة -بكسر الغين- وهو شيء يوضع فيه التبن، ونحوه، ليحمل.
انظر: "الصحاح" للجوهري ٢/ ٧٦٩ (غرر).
(٧) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>