للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا إلى الله، مخلصًا في ذلك، قال الله تعالى: {أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} (١)، لأن معنى الخليل في اللغة قد قيل: هو الفقير، قال زهير يمدح هوم بن سنان (٢):

وإن أتاه خليلٌ يوم مسألةٍ ... يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرَمُ

(أي: ولا ممنوع) (٣)، والخُلة: الصداقة، والخَلة: الحاجة، فإذا جعلنا اشتقاق الخليل من الخَلة فهو: الاختلال الذي يلحق الإنسان فيما يحتاج إليه، كان جعلناها من الخُلة فهو: أصل الصداقة، فمعناها جميعًا واحد، لأن كل واحد منهما يسد خلل صاحبه في المودة والحاجة إليه، والخلل كل فرجة تقع في شيء، والخلال الذي يتخلل به، وإنما سمي خلال لأنه يتتبع به الخلل بين الأسنان، والخِلُّ الطريق في الرمل، معناه: أنه انفرجت فيه فرجة فصارت طريقا في الأرض، والخَل الذي يؤكل، إنما سمي خلا لأنه اختل منه طعم الحلاوة (٤).


(١) فاطر: ١٥.
(٢) هرم بن سنان هو ابن أبي حارثة المري الذبياني، من أجواد العرب في الجاهلية، وهو ممدوح زهير، كان له ولابن عمه الحارث بن عوف أثر كبير في الإصلاح بين عبس وذبيان وإخماد حربهم الشهيرة، مات سنة خمس عشرة قبل الهجرة تقريبًا.
انظر: "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ٩/ ١٤١، "الأعلام" للزركلي ٨/ ٨٢.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ت).
(٤) إلى هنا انتهى كلام الزجاج، نقله المصنف من "معاني القرآن" ٢/ ١١٢ - ١١٤، مع اختلاف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>