للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال السدي: إنهم حبسوه، وعشرة من الحواريين في بيت، فدخل عليهم رجل منهم، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه، ورفع عيسى إلى السماء من كوة في البيت، فدخلوا عليه وقتلوه على أنَّه عيسى (١).

وقال قتادة: ذكر لنا أن نبي الله عيسى ابن مريم قال لأصحابه: أيكم يقذف عليه شبهي فإنه مقتول؟ فقال رجل من القوم: أنا يا نبي الله، فقتل ذلك الرجل، ومنع الله تعالى عيسى، ورفعه إليه (٢).

فلما رفعه إليه كساه الريش، وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب، وطار مع الملائكة، فهو معهم حول العرش، فكان إنسيًا ملكيًا، سمائيًا، أرضيًا.

وقال وهب بن منبه: أوحى الله تعالى إلى عيسى ابن مريم -عليه السلام- على رأس ثلاثين سنة، ثم رفعه الله إليه وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فكانت نبوته ثلاث سنين (٣).

قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَقَوْلِهِمْ} يعني: اليهود، {إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ} فكذبهم الله تعالى، فقال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} (أي: في قتله) (٤) {لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}.

قال الكلبي: اختلافهم فيه هو أن اليهود قالت: نحن قتلناه


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٤ بسياق أطول.
(٢) إلى هنا أخرجها الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٤، وأما بقية القصة فلم أجد من أخرجها.
(٣) لم أجده عن وهب، ووجدت في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٤/ ١١١١ (٦٢٤١) عن ابن عباس أن عيسى رفع وعمره ثلاث وثلاثون سنة.
(٤) من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>