للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: لأنه أول من عذبت أمته، لردهم دعوته على الشرك، وأهلك أهل الأرض كلهم بدعائه.

وقيل: لأنه كان أطول الأنبياء عمرًا، وقيل له: كبير الأنبياء، وجعل معجزته في نفسه، لأنه عُمِّر ألف سنة، فلم يُنْغَضْ (١) له سن، ولم تُنقص له قوة، ولم تشب له شعرة.

وقيل: لأنه لم يبالغ أحد من الأنبياء في الدعوة ما بالغ نوح، ولم يصبر على أذى قومه ما صبر هو، وكان يدعو قومه ليلًا ونهارًا، إعلانًا وإسرارًا، وكان يشتم ويضرب، حتَّى يغمى عليه، فإذا أفاق دعا وبلغ، وكان الرجل منهم يأخذ بيد ابنه، فيأتي به نوحًا، فيقول له: يا بني، أحذر هذا، فإنه كذاب ساحر، قال الله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوْا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطغَى (٥٢)} (٢).

وقيل: لأنه أول (٣) من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وقيل: لأن مقامه (٤) الشكر، قال الله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} (٥)، فكما أن سورة الحمد صدر القرآن فكذلك نوح صدر الأنبياء.


(١) أي: تسقط، "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (نغض).
(٢) النجم: ٥٢.
(٣) من (م).
(٤) في (م): مقام.
(٥) الإسراء: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>