للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عظيمة، ويقوم الشياطين خلف الجن، الأعظم فالأعظم، وتجيء الدواب التي في الجبال، إذا سمعوا صوت داود، فيقمن بين يديه، تعجبًا لما يسمعن منه، وتجيء الطير، حتَّى يظللن على داود، وسليمان، والجن، والإنس، في كثرة، لا يحصيهن إلَّا الله تعالى، يرفرفن على رؤوسهم، ثم تجيء السباع، حتَّى تخالط الدواب والوحش لما يسمعن، فلما قارف الذنب (١) لم ير ذلك، فقيل له: ذلك أنس الطاعة، وهذه وحشية المعصية.

[١٢٠٥] وأخبرنا أبو بكر الجوزقي (٢)، أنا أبو العباس الدغولي (٣)، ثنا يحيى بن زكريا المروزي (٤)، ثنا الحسن بن


(١) لعله زواجه بامرأة أحد جنوده، وهي أوريا، كما تحكي الروايات الإسرائيلية، وكتب الأساطير، مما ينزه عنه العقلاء، والصالحون، فضلًا عن أنبياء الله تعالى، وكان الأولى بالمصنف رحمه الله أن يصون تفسيره عن مثل هذه التهمة.
قال القاضي عياض رحمه الله في كتابه "الشفا" ٢/ ١٤٤: وأما قصة داود عليه السلام، فلا يلتفت إلى ما سطره فيها الإخباريون، عن أهل الكتاب الذين بدلوا، وغيروا، ونقله بعض المفسرين، ولم ينص الله على شيء من ذلك، ولا ورد في حديث صحيح.
وانظر الدفاع الكبير الَّذي كتبه فضيلة العلامة الدكتور عويد المطرفي في كتابه القيم "داود وسليمان عليهما السلام في القرآن الكريم والسنة"، فقد كفى وشفى.
(٢) محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني، ثقة.
(٣) محمد بن عبد الرحمن السرخسي، الإمام، الحافظ، المجود.
(٤) يحيى بن زكريا بن عيسى المروزي، روى عن شيبان بن فروخ وأحمد "إسحاق والحسن، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٩/ ١٤٦: صدوق، ثقة، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>