للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَسْتَفْتُونَكَ} أي: يستخبرونك، ويسألونك، {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} قال الشعبي: اختلف أبو بكر، وعمر - رضي الله عنهما - في الكلالة، فقال أبو بكر: هو ما عدا الولد، وقال عمر: هو ما عدا الوالد والولد، ثم قال عمر: إنِّي لأستحي من الله أن أخالف أبا بكر (١).

وقال عمر: ثلاث لأنَّ يكون النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بينهن لنا أحب إلينا من الدُّنيا وما فيها: الكلالة، والخلافة، وأبواب الرِّبا (٢).

وقال محمَّد بن سيرين: نزلت هذه الآية والنبي - صَلَّى الله عليه وسلم - في مسيره إلى حجة الوداع، وإلى جنبه حذيفة بن اليمان، وإلى جنب حذيفة (بن


(١) أخرجه سعيد في "سننه" ٣/ ١١٨٥ (٥٩١)، وعبد الرَّزاق في "المصنف" ١٠/ ٣٠٤ (١٩١٩١)، والطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٨٣ - ٢٨٤، والبيهقيّ في "السنن الكبرى" ٦/ ٢٢٤، والدارمي في "السنن" (٣٠١٥) من طرق عن الشعبي به، وهذا فيه أدب رفيع من عمر رضي الله عنه، قل نظيره في زمن يحرص المخذول فيه على رقي سلم الشهرة بمخالفة الكبار لأدنى ملابسة! !
(٢) أخرجه ابن ماجة كتاب الفرائض، باب الكلالة (٢٧٢٧)، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٧/ ٣١٧ (٢٢٣١٢)، وعبد الرَّزاق في "المصنف" ١٠/ ٣٠٢ (١٩١٨٤)، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٣٣، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ٤٤، والبيهقيّ في "السنن الكبرى" ٦/ ٢٢٥، من طرق عن عمرو بن مرَّة، عن مرَّة الهمداني، عن عمر.
وأخرجه سعيد في "سننه" ٣/ ١١٨٨ (٥٩٣)، والبخاري كتاب الأشربة، باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشرب (٥٥٨٨)، ومسلم كتاب التفسير، باب في نزول تحريم الخمر (٣٠٣٤)، وأبو داود كتاب الأشربة، باب في تحريم الخمر (٣٦٦٩) من طرق عن الشعبي، عن عمر بلفظ: ثلاث أيها النَّاس وددت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفارقنا حتَّى يعهد إلينا عهدًا ننتهي إليه: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الرِّبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>