للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِرُءُوسِكُمْ}، وله فِي هذِه الآية دليلان:

أحدهما: أنَّه مهما مسح بعض رأسه، وإن قل، فقد حصل من طريق اللسان ماسحًا رأسه، فصار مؤديًا فرض الأمر.

والثاني: أنَّه قال فِي العضوين اللذين أمر بتعميمها بالطهارة {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} وأطلق الأمر فِي غسلهما، وقال فِي الرأس: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} فادخل الباء للتبعيض، كقول القائل: مسحت يدي بالمنديل، وإن كان مسح بعضه، وقال عنترة:

شَرِبَتْ بماء الدُّحْرُضَين فأصبحت ... زَوْرَاء تَنْفْرُ عن حِياض الدَّيْلَمِ (١)

ويدل من السنة ما:

[١٢٣٦] أخبرنا عبد الله بن حامد (٢)، وأبو عبد الله الحافظ (٣)، وأبو علي السيوري (٤)، وأبو محمَّد الكيال (٥) قالوا: حدثنا أبو


(١) البيت أحد أبيات معلقة عنترة بن شداد، انظرها فِي "شرح المعلقات السبع" للزوزني (ص ١٤٢)، "المحتسب" لابن جني ٢/ ٨٩.
قوله: الدحرضين هما ماءان أحدهما اسمه دحرض، والثاني: وسيع، فسماهما دحرضين تغليبًا.
وزوراء أي مائلة، وحياض الديلم أي مياه الديلم.
ويريد عنترة أن يقول: إن ناقته شربت من مياه الدحرضين، فأصبحت تنفر من مياه الديلم.
(٢) لم يذكر بجرح أو تعديل.
(٣) الحاكم، الإمام، الحافظ، الثقة.
(٤) الحسين بن محمَّد بن عليّ بن إبراهيم النَّيْسَابُورِيّ، ثِقَة، كثير الحديث.
(٥) إسحاق بن إبراهيم بن أَحْمد، ابن أبي إسحاق الكيال، لم يذكر بجرح أو تعديل.

<<  <  ج: ص:  >  >>