للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناتئ من ظهر القدم لكان إذا قطع الخف من أسفله لم يمكن استعماله، ولا المشي فيه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأمر بإضاعة المال، وإتلافه، ويدل عليه أيضًا، ما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمر في سوق مكة، ويقول: "قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا"، وأبو لهب يرميه من ورائه بالحجارة، حتَّى أدمى كعبيه (١)، فلو كان الكعب ما ذهب إليه محمد بن الحسن لما كانت تدمى إذا رميت من ورائه.

ويدل أيضًا ما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقيموا صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم"، قال: فكان الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه، ومنكبه بمنكبه (٢)، ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ويل للأعقاب،


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٣/ ٢١٢ (٣٧٥٦٢)، وابن خزيمة في "صحيحه" ١/ ٨٢ (١٥٩)، والدارقطني في "السنن" ٣/ ٤٤ (١٨٦)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" ٤/ ٧٦٠ (١١١٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى، ١/ ٧٦، وابن حزم في "المحلى" ٩/ ١١٢ من طرق عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق بن عبد الله المحاربي، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر في سوق ذي المجاز، وعليه حلة حمراء، وهو يقول: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ورجل يتبعه يرميه بالحجارة قد أدمى كعبيه، وعرقوبيه .... وإسناده صحيح.
(٢) الحديث أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف (٧٢٥) من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري"، وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه.
وأخرجه أبو داود كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف (٦٦٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٨/ ٧٦، والدارقطني في "السنن" ١/ ٢٨٢، وابن حبان في =

<<  <  ج: ص:  >  >>