للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفصل الساق، والقدم، وتسميهما العرب المنجمين (١)، وعليهما الغسل كالمرفقين، هذا مذهب الفقهاء، وخالفهم محمد بن الحسن في الكعب، فقال: هو الناتئ من ظهر القدم الَّذي يجري عليه الشراك، قال: وسمي بذلك لارتفاعه، ومنه الكعبة، فدليلنا: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} فجمع الأرجل، وثنى الكعبين، فلو كان لكل رجل كعب واحد لجمعهما في الذكر، كالمرافق لما كان في كل يد مرفق واحد جمع المرافق، فلما جمع الأرجل وثنى الكعبين ثبت أن لكل رجل كعبين (٢)، ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - للمحرم: "فليلبس النعلين، فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين" (٣).

فدل هذا على أن الكعبين على ما قلنا، إذ لو كان الكعب هو


(١) بكسر الميم وسكون النون، وفتح الجيم، مفردها منجم، وهو: الكعب، وكل ما نتأ.
انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (نجم).
(٢) ذكر هذِه الحجة ابن قدامة في "المغني" ١/ ١٨٩، وقد قال الشافعي في "الأم" ١/ ٤٢: ولم أسمع مخالفًا في أن الكعبين اللذين ذكر الله عز وجل في الوضوء الكعبان الناتئان، وهما مجمع مفصل الساق، والقدم، وأن عليهما الغسل.
(٣) قطعة من حديث أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب ما لا يلبس المحرم من الثياب (١٥٤٢)، ومسلم كتاب الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يباح وبيان تحريم الطيب عليه (١١٧٧)، وأحمد في "المسند" ٢/ ٣ (٤٤٥٦)، وابن خزيمة في "صحيحه" ٤/ ٣٠١ (٢٦٨٥) وغيرهم، من حديث نافع عن ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>