للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آلاف سنة، وأهلكه الله على يدي موسى (١).

وكان لموسى عسكر، فرسخًا في فرسخ، فجاء عوج حتَّى نظر إليهم، ثم جاء الجبل وقور منه صخرة، على قدر العسكر ثم حملها ليطبقها عليهم، فبعث الله إليه الهدهد، ومعه المصن -يعني: منقاره- حتَّى قور الصحرة، فانتقبت، فوقعت في عنق عوج فطوقته فصرعته، وأقبل موسى عليه والسلام، وطوله عشرة أذرع، وطول عصاه عشرة أذرع، فنزا في السماء عشرة أذرع، فما أصاب إلا كعبه وهو مصروع بالأرض فقتله.

قالوا: فأقبلت جماعة كثيرة، ومعهم الخناجر، حتَّى حزوا رأسه، فلما قتل وقع على نيل مصر، فحسر بهم سنة، وكانت أمه عنق، ويقال عناق إحدى بنات آدم، ويقال: إنها كانت أول من بغى على وجه الأرض، وكان كل أصبع من أصابعها ثلاثة أذرع (٢)، في كل أصبع


(١) كان الأولى بالمصنف رحمه الله، أن يصون تفسيره عن مثل هذِه الأساطير الإسرائيلية، التي لا زمام لها، ولا خطام، والتي هي من وضع جهال بني إسرائيل، وهذيانهم، كما قال ابن كثير في "البداية والنهاية" ١/ ٢٧٨.
وقال ابن القيم رحمه الله في "المنار المنيف" (ص ٧٨): ولا ريب أن هذا، وأمثاله، من وضع زنادقة أهل الكتاب، الذين قصدوا السخرية، والاستهزاء بالرسل، وأتباعهم.
وانظر: "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" للشيخ أبي شهبة رحمه الله (ص ٢٥٩ - ٢٦٢).
والمؤلف رحمه الله تبع الطبري في إيراده هذِه الخرافات، حيث أوردها الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٤٩ بإسناده إلى السدي وغيره، فغفر الله لهما وعفا عنهما.
(٢) في (ت): في ذراعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>