للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظفران حديدان، مثل المنجلين (١)، وكان موضع مجلسها من الأرض جريبًا (٢)، فلما بغت بعث الله عليها أسودًا كالفيلة، وذئابًا كالإبل، ونسورًا كالحمر، وسلطها عليها فقتلوها وأكلوها.

فلما لقيهم عوج، وعلى رأسه حزمة حطب، أخذ الاثني عشر، وجعلهم في حجزته، وانطلق بهم إلى امرأته وقال: انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون قتالنا، وطرحهم بين يديها، وقال: ألا أطحنهم برجلي؟ فقالت امرأته: لا، بل خل عنهم حتَّى يخبروا قومهم بما رأوا. ففعل ذلك، فجعلوا يتعرفون أحوالهم، وكان لا يحمل عنقود عنبهم إلا خمسة أنفس بينهم، وفي خشبة، ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس، أو أربعة.

فلما خرج النقباء قال بعضهم لبعض: يا قوم، إنكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبي الله ولكن اكتموا، وأخبروا موسى وهارون، فيكونان هما يريان رأيهما، فأخذ بعضهم على بعض الميثاق بذلك، ثم انصرفوا إلى موسى، وجاءوا بحبة من عنبهم وقر (٣) رجلٍ، ثم إنهم نكثوا العهد، وجعل كل واحد منهم ينهى سبطه عن قتالهم، ويخبرهم ما رأى إلا رجلان منهم: كالب،


(١) المنجل، بكسر الميم وفتح الجيم حديدة يقطع بها الزرع.
انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (نجل).
(٢) الجريب: مقدار معلوم الذراع، والمساحة من الأرض، يقدر بعشرة أقفزة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (جرب).
(٣) الوقر، بكسر الواو وسكون القاف الحمل الثقيل.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (وقر) والمراد أن العنبة الواحدة بثقل الرجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>