للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنك في طاعة الله، وأنا في طاعة الله، فسأل الشمس أن تقف والقمر أن يقيم حتى ينتقم من أعداء الله قبل دخول السبت، فرُدَّتْ عليه الشمس، وزيد له في النهار ساعة حتى قتلهم أجمعين، ثم أرسل ملوك الأرمانيين بعضهم إلى بعض، وكانوا خمسة فجمعوا كلمتهم على يوشع وقومه، فهزمت بنو إسرائيل الملوك، حتى أهبطوهم إلى ثنية حوران (١)، ورماهم الله تعالى بأحجار البرد، فكان من قتله البرد أكثر ممن قتله بنو إسرائيل بالسيف، وهرب الخمسة الملوك فاختفوا في غار، فأمر بهم يوشع عليه السلام فأخرجوا فقتلهم، وصلبهم، ثم أنزلهم فطرحهم في ذلك الغار، وتتبع سائر ملوك الشام، فاستباح منهم واحدًا وثلاثين ملكًا، حتى غلب على جميع أرض الشام، فصارت كلها لبني إسرائيل، وفرق عمالة في نواحيها، ثم جمع الغنائم، فلم تنزل النار، فأوحى الله عز وجل إلى يوشع عليه السلام أن فيها غلولًا، فمرهم فليبايعوك، فبايعوه، فالتصقت يد رجل منهم بيده، فقال: هلم ما عندك، فأتاه برأس (٢) ثور من ذهب، مكلل بالياقوت والجوهر، كان قد غله، فجعله في القربان، وجعل الرجل معه فجاءت النار، وأكلت الرجل والقربان.


(١) بفتح الحاء، منطقة واسعة من أعمال دمشق، من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة ومزارع، كان العرب ينزلون بها، وفيها مدينة بصرى، وهي عمادها.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٣١٧.
(٢) من (ت)، والأثر لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>