للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختلف العلماء في وقت مولد قابيل وهابيل، وموضع مولدهما:

فقال بعضهم: غشي آدم حواء بعد مهبطهما (إلى الأرض) (١) بمائة سنة، فولدت له قابيل، وتوأمته إقليما في بطن، ثم هابيل وتوأمته ليوذا (٢) في بطن.

وقال محمَّد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول: إن آدم عليه السلام كان يغشى حواء في الجنة قبل أن يصيب الخطيئة، فحملت له فيها بقابيل وتوأمته، فلم تجد عليهما وحمًا ولا وصبًا, ولم تجد عليهما طلقًا حين ولدتهما, ولم تر معهما دمًا، لطهرة الجنة، فلما هبطا إلى الأرض، واطمأنا بها تغشاها، فحملت بهابيل وتوأمته، فوجدت عليهما الوحم (٣)، والوصب، والطلق , والدم (٤).

وكان آدم عليه السلام إذا شب أولاده يزوج غلام هذا البطن جارية البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام البطن الآخر (٥)، وكان الرجل منهم يتزوج آية أخواته شاء، إلا توأمته التي ولدت معه، فإنها لا تحل له، وذلك أنه لم يكن نساء يومئذ، إلا أخواتهم، وأمهم حواء.


(١) من (ت).
(٢) من (ت).
(٣) في (ت): الوجع.
(٤) أخرجه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ١٣٩ من طريق ابن حميد ثنا سلمة، ثنا محمَّد بن إسحاق، وهذا سند صحيح إلى ابن إسحاق، وهو أخذ القصة من علماء بني إسرائيل.
(٥) هذا الجزء من رواية السدي، أخرجها الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>